وداعًا سيبولفيدا – “أكتب لأني أؤمن بقوة الكلمات المناضلة” سبيولفيدا

  • السبت أبريل 18, 2020
  • 0 تعليق
وداعًا سيبولفيدا – “أكتب لأني أؤمن بقوة الكلمات المناضلة” سبيولفيدا

هكذا رحل هذا الكاتب التشيلي البديع، بعد حياة كثيفة من النضال السياسي، والسجون، ومنافي أمريكا الجنوبية، والهروب تحت الأرض، والعيش مع الهنود على ضفاف الأمازون، ثم بعد ذلك المنفى البارد شمالًا بعيدًا عن دفء الاستواء، بعيدًا عن الزوجة التي بقيت تحت سطوة الدكتاتورية المقيتة.

قبل سنوات قرأت روايته الأشهر “العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية” الرواية التي كانت مستوحاة من تجربته الأثرى على ضفاف الامازون والعيش مع الهنود الشوار، ومقاومة الشركات الرأسمالية التي تكيد للإنسان والطبيعة حيث رئة العالم الثالثة.

قبل شهور مررت بتجربة مزعجة متعلقة بالكتابة، وقد استنزفتني كثيرا، الوحيد الذي انتشلني منها هو هذا التشيلي البديع بروايته الظريفة “خط ساخن” لأقرأ بعد ذلك ما تبقى من نتاجه.

وأنا في قمة الانتشاء لم أعلم أن هذا الرجل سوف يقع في براثن الفايروس الحديث بعد أسابيع قليلة من قراءتي لنتاجه.

سبعة عقود عاشها سيبولفيدا مناضلًا في المنافي لم يوقفه ذلك عن الاستمرار في مشروعة الكتابي، فمن الرواية إلى القصة إلى الكتابة للطفل، إلى السيناريو.

كتب بأصالة متجذرة، ولغة ثرية، مشوقة، وسخرية فاتنة، ينطلق من هم الإنسان العادي الذي يعيش بين فكيّ الحياة المتوحشة، إلى الأمل الذي يلوح في مدى الكون الفسيح.

ذاك أنه مؤمن تمام الإيمان أن الكتابة فعل مقاومة في الدرجة الأولى، وأن الكلمة ستنتصر في النهاية، كتب لأن التسلط سيذهب إلى مزابل التاريخ، وأن الكلمة هي التي ستبقى حية مشعة، ويبقى أرباب الكتابة في سماوات الخلود، لهذا نحن لا نعرف من هو رئيس تشيلي ولا الأرجنتين والا نيكاراجوا ولا الأرجواي، ولا المكسيك، لكننا نعرف سيبولفيدا، ونعرف إيزابيل الليندي، وماكيز، وماريو بينديتي، ورلفو، ويوسا، وبورخيس، ونيرودا..

لويس سيبولفيدا (1949-2020)

كاتب وصحفي وسينمائي تشيلي مولود في 4 أكتوبر 1949 في أبايي. وتناوب بين الكتابة القصصية والروائية وحقق شهرة عالمية من خلال روايته العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية، التي ترجمت إلى 35 لغة.أهم أعماله: العجوز الذي كان يقرأ الروايات الغرامية, العالم في نهاية العالم, اسم مصارع ثيران, باتاغونيا إكسبريس, ياكاري, الخط الساخن

“صحيح أن الأدباء لا يملكون سوى أقلامهم، لكنهم في النهاية هم أيقونات أوطانهم الأجمل، ومصدر فخرها الأبدي..

وداعًا أيها العجوز التشيلي الذي ترك لنا رواياته الأجمل”.

طاهر الزهراني.

مشاركة:

اقسام المدونة