الحياة حلوة

  • الأربعاء مارس 25, 2020
  • 0 تعليق
الحياة حلوة

كان يظهر على صديقي أثر التعب، والأرق، والمرارة، كان متألما، وكنت أشعر به، وكنت أخبره، أنه مبارك أينما كان، وما بين يدينا أثر من آثاره.

ثم أخبرته أني خلال عقد ونصف قضيتها، في الاهتمام بمشروعي الخاص، وقراءة مئات الكتب، والانهماك في الذاتي، لم أشعر بقيمة ما أعمل إلا عندما شرعت في هذه المبادرة، أن أعمل أنا وغيري من أجل الآخرين، أن نظل ساعات النهار، والليل نعكف على عمل جميل متعدٍ، نقدم للآخرين ما يحتاجونه، من أنس وضوء من أجل إكمال الطريق.

بعض الأحيان تتأمل حياتك، صحيح أنك لم تقم بدور أسطوري، ولكنه مرضٍ نوعا ما، درست، ثم عملت، ثم توظفت، وكونت عائلة، وقرأت أكثر مما ينبغي، وعشت أكثر مما ينبغي، ثم أين القيمة فوق كل هذا، القيمة ببساطة تكمن في العطاء.

إن الحياة الحديثة التي تسلطت عليها الرأسمالية، في تسارع لاهث في مضمار الأنانية، لا تقوم سوى بصقل المرآة التي ترى فيها نفسك فقط، وأنت بحاجة لكسر هذه المرآة، لتنظر في المدى والناس، ماذا فعلت للآخرين، وماذا قدمت لهم، وفعلك هذا تزكية لك قبل الآخرين. كنت أنظر في وجه صديقي، وأقول نحن على حق طالما نملك هذا الخير المتعدي، طالما نسعى بشكل أو بآخر في عمارة الحياة.

لقد كانت مبادرة انثيال فاصلة في مرحلة من العمر، الفاصلة الأكثر نبيلا، وجمالا، وسوف تستمر بإذن المولى سواء بي أو بغيري، لكن ستبقى انثيال تاج مرحلة مضت، ولا تهمني بعد ذلك العوارض، وليمضِ بنا قدر الله حيث شاء، وسنعمل إلى أن تُكبل الخطى، وسوف نغرس الفسائل حتى لو استحالت إلى عصف!

مرت شهور على اللقاء، وها نحن في ثنايا النسخة الثانية من انثيال، نتقلب في الخير وكرم الاصطفاء مرة أخرى، في ظرف قاسٍ، لكنه خُفف كون الله سخرنا مرة أخرى لمقاومة شراسة الحياة وحدتها بالكتابة، لندرك معنى وجودنا، وأن لدينا أشياء لا بد أن نقوم بها في هذا العالم.

مشاركة:

اقسام المدونة